مرشح؟ إتصل بنا
صدقت ديما صادق

صدقت ديما صادق

تدخل لعبة الميزان الانتخابي مرحلة الاوزان الثقيلة، وتتصارع هذه الاوزان على الحلبة الاقتراعية اللبنانية، ليبدو المشهد معقّداً، تجتاحه الضبابية فيسود الخوف في اوساط السلطة التي لا تنفك تستخدم ما هو مسموح وما هو غير مسموح، في سعي واضح للحفاظ على وجودها.


وتبدو وسائل التواصل الاجتماعي مقياساً واضحا للحركة الانتخابية ولتوجّهات الناخبين كما الرأي العام اللبناني، فقد غرّدت الاعلامية ديما صادق صباح اليوم عبر حسابها على تويتر قائلة: "مع العلم أني تاريخياً معارضة لآل الجميّل لكن بالنسبة لي أن يحصل النائب سامي الجميّل وحزب الكتائب على كتلة وازنة هو من أجمل الأخبار التي قد تحصل في هذه الانتخابات."
واعتبرت أن "أداءه المعارض يجب فعلأً التوقف عنده. هو من الأخبار الجيدة القليلة التي عرفها المشهد السياسي اللبناني منذ فترة طويلة".

هذه التغريدة أكدت من جديد انه في ظل لعبة الاوزان يحقق حزب الكتائب اللبنانية تقدما صريحا وملموسا، فشعاراته التي طرحها و نادى فيها لم تبق في عالم الصوت او الصورة او الخبر، انما تجسدت افعالا، خلقت نبضا يتنقل في كل المناطق اللبنانية يحمل هاجس بناء الدولة القوية والنظيفة.
مسار انتهجه حزب الكتائب، أعاد النبض ليس للشارع وحسب، إنما أيضاً لمفهوم المعارضة في لبنان، فها هي المعارضة التي يقودها رئيسه النائب سامي الجميّل، تدقق، ترفع الصوت، تسجّل الشكاوى وتحصد النتائج.


والنتائج يشبه تعدادها تعداد ارقام الناجحين في الامتحانات الرسمية ايام البث الاذاعي، فهي نتائج اكيدة، خضعت لامتحانات وانتظرها المواطن اللبناني، لتبدأ معها مرحلة انتزاع الحقوق بالاساليب الديمقراطية.
ولتنطلق معركة انتخابية ترافقت مع عمل ملفت للماكينة الإنتخابية الكتائبية التي بسطت انتشارها على مجل الأراضي اللبنانية وفي دول الإنتشار، الأمر الذي لم يعرفه حزب الكتائب منذ سبعينيات القرن المنصرم على صعيد الداخل أما انتشار الماكينة الانتخابية على مستوى دول الانتشار وبهذا الحضور فهو أمر يسجل للمرة الأولى لمهذا الحزب الثمانيني.

أكثر من جبهة خاض فيها حزب الكتائب معركة الحقوق وخرج منتصرا ومتماهيا مع تطلعات اللبنانيين، فمن الطعن بسلسلة الرتب والرواتب حيث عادت الحياة الى المجلس الدستوري، الى الطعن بالمادة 49 من قانون الموازنة، المادة التي علقها المجلس الدستوري في وقت لاحق، مرورا بالاعتراض الشديد اللهجة على صفقة البواخر التي كان مكتوب لها ان تدخل البلد في نفق جديد من الظلمة والمحاصصة، وصولاً الى رفع الصوت السياسي والشعبي في وجه تسليم مفتاح كسروان الى السيد حسن نصرالله.


مسار ونهج، لفت انتباه اللبنانيين من مختلف الطوائف و المناطق، فأمسى حلم التغيير يراود عقولهم و يدغدغ مشاعرهم. وما الاتجاهات الاخيرة للدوائر الانتخابية الا دليل ثابت على ان نبض الناس لا يخطئ. ففي كسروان يبدو المرشح شاكر سلامة منطلقا نحو الفوز بخطى ثابتة تثبتها الأرقام وطبيعة القانون واحتساب الحواصل، والحال هي عينها في بعبدا، حيث ترتفع حظوظ المرشح رمزي بوخالد يوما بعد يوم بفعل العمل المضني الذي يقوم به منذ ما قبل انطلاق المعركة الإنتخابية، كما يتسارع النبض الكتائبي في عاليه والشوف ليبدو الوضع الانتخابي جيّدا لكل من المرشحين تيودورا بجاني وجوزيف عيد، إضافة إلى المفاجآت التي ستسجلها لائحة المتن والنتيجة التي بدأ المراقبون الإنتخابيون بالتبشير بها في زحلة بالنسبة للمرشح ايلي ماروني بفعل لعبة الحواصل كما أن المرشح جوزيف نهرا يخوض معركة جيدة جدا في دائرة شديدة التعقيد.

هذه المعطيات كان لا بد أن تدفع ديما إلى مصادقة اللبنانيين، شأنها شأن كثر من أصحاب الفكر والقلم الذين باتوا ينبضون تغييرا في بلد يستحق …