مرشح؟ إتصل بنا
حزب

حزب "لنا" يخوض الانتخابات.. بطرابلس وبيروت وإقليم الخروب

كتبت جنى الدهيبي في المدن:

بعد انطلاقته في الأشهر الماضية، يتحضر حزب "لنا" المعارض لخوض الانتخابات البرلمانية في لبنان، بثلاثة مرشحين من أعضاء مكتبه السياسي، هم: المهندس حسن سنو في دائرة بيروت الثانية، الباحثة والأكاديمية حليمة قعقور في إقليم الخروب، والمهندس يحيى مولود في طرابلس.  

وهذا الحزب الذي يرفع شعار "لا نترك أحدًا"، يعرّف عن نفسه حزبًا ديمقراطيًا اجتماعيًا، وهو بلا رئيس، سعيًا منه لكسر مفهوم الزعامات. ويضم مكتبه السياسي 5 أعضاء، منهم مرشحيه الثلاثة، إضافة إلى باسكال أبشي ودارين دندشلي. أما زينة الحلو فهي مسؤولة الهيئة الانتخابية في الحزب.  

وفي حديث إلى "المدن"، يشرح يحيى مولود تجربة حزب "لنا" وأهدافه، ويتطرق إلى ترشحه في طرابلس وإلى التحديات الانتخابية التي يواجهها.  

"لنا" رؤية جديدة  
يضم حزب "لنا" مجموعة من الناشطين السياسيين، سبق أن خاض بعضهم الانتخابات، مثل سنو ومولود، فـ"تكرست قناعتنا أن الأهم هو وضوح الرؤية والمشروع والورقة السياسية". وقال مولود إن ما جمعهم هو إيمانهم بضرورة اعتماد الفكر المؤسساتي. والمؤسسة في السياسة هي الحزب. و"اجتمعنا من مناطق مختلفة، متنوعين طائفيًا وجندريًا، للبناء مجددًا على ما راكمناه في الحياة السياسية والتجارب الانتخابية".  

واستغرق مشروع تأسيس الحزب نحو عامين من العمل الفكري على الورقة السياسية والاقتصادية، وقد بنيت على 3 مشاريع أساسية: التعليم، والصحة، والعمل.  

ويتحدث مولود عن مقاربتهم للواقع اللبناني من منطلق ديمقراطي اجتماعي، بناءً على ضرروة تصحيح بعض المفاهيم، وأولها "الاقتصاد الحرّ".  ويقول مولود إن السلطات المتعاقبة عملت بشكل ممهنج على الخلط بين مفهومي الحرية والاقتصاد الحر، بينما هما ينفصلان كليًا عن بعضهما. فالاقتصاد الحرّ برأيه، يضرب المبادئ الأساسية للحياة الديمقراطية الاجتماعية، وهي: الحرية والعدالة والتضامن.  

ومن مقاربة حزبه، يشير مولود إلى أن الاقتصاد الحرّ بني لخدمة الأغنياء في البلد، وعلى حساب توزيع الثروات والعدالة والتضامن. وقال: "تبنينا في ورقتنا السياسية مفهوم اقتصاد السوق الاجتماعي، الذي يحترم أولًا الملكية الفكرية والشخصية، ويشجع المبادرة الفردية وخلق فرص عمل. ومن جانب آخر يؤمن أن ثمة حقوقًا للمواطن يجب أن يحصل عليها، ومنها الطبابة والتعليم والعمل، حتى يتحرر من التبعية الزبائنية لأحزاب السلطة".  

وكيف يقيس حزب حديث النشأة حضوره على أرض الواقع؟  
يفيد مولود أن "لنا" تبنى فكرة الحزب المحلي، وأطلق أول مكتب له في بدارو في بيروت، وسيطلق رسميًا مكتبين آخرين في طرابلس والإقليم. وقال إن فكرة الحزب المحلي–المناطقي، يهدف لتعزيز اللامركزية وكسر القرار المركزي، "لأن كل منطقة لديها خصوصية وتحتاج إلى مقاربة مختلفة في إطار العناوين المبدئية في الحيز العام، حتى نبلغ مفهوم الاقتصاد المنتج في المناطق".  

ويلفت إلى أن الحزب يخوض عملية تراكمية من الصفر، فـ"نحن راضون بعشرات الأعضاء الذين ينتسبون للحزب من مختلف المناطق، خصوصًا أن قبول أعضاء جدد يتطلب الخضوع لعدد من الدورات حول الورقة السياسية والاقتصادية والفكر الاجتماعي الديمقراطي". 

طرابلس ساحة صعبة  
وسبق أن خاض يحيى مولود الانتخابات سنة 2018، وحاز حينها على أكثر من 900 صوت تفضيلي. ثم خاض الانتخابات الفرعية في المدينة عام 2019 ونال أكثر من 3 آلاف صوت تفضيلي. وهذا دليل برأيه على وجود شريحة واسعة في طرابلس لديها خطاب تغييري مدني ولا تمثلها القوى التقليدية، و"هو ما أثبتته المدينة في انتفاضة 17 تشرين الأول 2019".  

ومولود الذي يدير شركة MEP لانتاج الطاقة الكهربائية ولديها مشاريع داخل لبنان وخارجية، لم يفقد الأمل في خوض الانتخابات للمرة الثالثة، "إذ وقع ما كنّا نحذر منه، وتجلى بانحلال الدولة". وقال: "نحن حزب عابر للطوائف، وليس دورنا ملء الفراغ السنّي كما يدّعي البعض، بل تمثيل المواطنين لمواجهة السلطة. وطرابلس معنية بذلك مباشرة، رغم حالة الإرباك وضبابية المشهد لدى الأكثرية السنية".  

وراهنًا، يتواصل حزب "لنا" مع مجموعة كبيرة من المجموعات والقوى المعارضة، ويعمل على مستويات عدة، بهدف التوافق على تشكيل لائحة في طرابلس. وكذلك الأمر في داوئر أخرى، تحت سقف سياسي واضح اجتماعيًا واقتصاديًا وعلى مستوى السيادة. وتاليًا، سيكون مرشحو الحزب، أي قعقور وسنو ومولود، ضمن لوائح معارضة "تنسجم مع توجهاتنا، لأن القانون الانتخابي يرتكز على التحالفات".  

تمويل الحزب  
حتى اللحظة، "ما زال تمويل الحزب ذاتيًا وداخليًا، ولديه خطة لاحقة لحملة جمع التبرعات". لكن سياسة الحزب "ترتكز على عدم قبول أي تبرع من أحد ليس عضوًا في الحزب. ونراهن على تنامي حالتنا، خصوصًا رفضنا تركيب اللوائح عن طريق المنصات التي يلعب بعضها دورًا سلبيًا بالتأثير على اللوائح وحريتها".