مرشح؟ إتصل بنا
تغييريّو طرابلس: لائحة مع «الكتائب».. وثلاثة حواصل؟

تغييريّو طرابلس: لائحة مع «الكتائب».. وثلاثة حواصل؟

كتب عمّار نعمة في اللواء:
بدأت تحالفات مُواجهي السلطة وتحديداً قوى التغيير من حراكيين ومعارضين ومستقلين في عاصمة الشمال طرابلس، تصيغ ملامحها مع بدء العد العكسي للانتخابات النيابية التي فُتح باب الترشيحات لها أمس.
 
وعُقدت لهذه الغاية اجتماعات عديدة تمهد للكثير غيرها في المدينة التي سميت بعروس الثورة وشهدت زخما شعبيا كبيرا في أوج انتفاضة 17 تشرين. واليوم، على رغم انفضاض الغالبية الكبرى عن الساحات، فإن العين تضرب على التغيير من داخل التركيبة السياسية التي ثار  الطرابلسيون عليها، وهو دأب كثر في المدينة لم يبدأ مع 17 تشرين ولكن قبله.
 
 ويبدو ان الرأي يتجه الى تحالف بين معارضة تقليدية للنظام لا تعتبر نفسها جزءا من منظومة الحكم مثل حزب «الكتائب» الذي يعد ابرزها اليوم ويسعى الى زيادة غلته النيابية ويتجه الى منافسة جدية مع خصمه المسيحي على مقاعد شرائح مشتركة مثل «القوات اللبنانية»، ومجموعات حراكية ومستقلين.
 
 ولعل ما يترقبه الحراكيون هو ما اذا كانت لائحة حراكية مستجدة ستظهر لتنافس تلك الحالية من مجموعات مثل «الشمال ينتفض» و«شمال» و«إتحاد ثوار الشمال» ومرشحين مستقلين.. 
 
 وهم بذلك لا يخشون كثيرا نواة اللائحة التي يحضر لها اللواء أشرف ريفي و»القوات اللبنانية» والتي تردد ان الشيخ بهاء الحريري سيدعمها عبر حركة «سوا» التي تنشط بكثافة في العاصمة بيروت والمناطق.. لكن رأيا آخر ينفي هذا الأمر من داخل الحراك كما عند أوساط السلطة..
 
 ومرد ذلك ان هذه اللائحة لا تصنف عند الطرابلسين بلائحة ثورة، بل هي نتاج عام لمعارضين لأركان السلطة من طينة زعمائها، علما ان هذه اللائحة كغيرها لم تتبلور حتى اللحظة، لكنها بالتأكيد ستشكل مصدر ازعاج للسلطة وارباك في الشارع السني مستفيدة من غموض موقف زعيم «تيار المستقبل» الرئيس سعد الحريري وعدم حسم رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أمره بالترشح أم لا بينما يؤكد كثيرون انه سيرشح لائحة بغض النظر اذا كان سيترشح أم لا وهو حال الحريري أيضا..
 
 من هنا تبدو لائحة الحراكيين سابقة لغيرها بالتحضير لا سيما ان «الكتائب» يجهز ماكينته الانتخابية وقد عقد زعيمه سامي الجميل وأمينه العام سيرج داغر أمس في الصيفي لقاءً مع الناشط مالك المولوي تم خلاله إطلاق اشارة البداية للائحة سيسعى الأخير لأجلها مع المعنيين عبر علاقاته المتعددة وكان سبق والتقى رئيس «حركة الإستقلال» ميشال معوض، وهو وصف لـ«اللواء» اجتماعه بالجميل وداغر بالممتاز والذي سيُبنى ما بعده عليه.
 
 هذا مع العلم ان دعم الاركان المسيحية لمختلف القوى ليس بالحجم الكبير وهو معنوي بالدرجة الاولى والمسيحيين يعدون بنحو ستة في المئة من اصوات الطرابلسيين انتخب نصفهم المرة الماضية، و«الكتائب» يملك مئات الأصوات التفضيلية وهو حال القواتيين وميشال معوض.
 
 لكن على هذا الصعيد يبدو «الكتائب» الذي يصاهر رئيسه الطرابلسين، اكثر قربا إليهم من رئيس «القوات» سمير جعجع على خلفية الإرث الثقيل لاتهام الاخير في قضية الرئيس رشيد كرامي. كما ان «الكتائب» سيستفيد من قرب معوض منه، ولم يقدم الجميل طلبات معينة او اسماء مرشحين بل طلب توحيد الجهود واعرب عن استعداده لبذل الدعم الاقصى لهم والحلف معهم. 
 وللتذكير فإن دائرة طرابلس المنية الضنية تضم ثمانية مقاعد: خمسة سنة وواحد ارثوذكس وواحد ماروني وآخر علوي. وهناك اثنان سنة في الضنية وأخير سني في المنية. 
 
 وبلغ الحاصل نيف و11 ألف صوت في المرة الماضية قبل اربع سنوات وهو سيزيد بالطبع اليوم بضعة آلاف وسط حضور اغترابي يعوّل الحراكيون عليه خاصة في الخليج.
 
 أما عن النتيجة المتوخاة، فيتحدث هؤلاء، وفقا لإحصاءات يقوم بها خبير انتخابي مرموق، عن ثلاثة حواصل اذا توحدت كل القوى التغييرية وهم لا يعنون هنا المعارضين التقليديين بل الحراكيين في مجموعاتهم المتعددة ومن بينهم الجبهة السيادية التي يتزعمها «الكتائب».   
 
«كلنا إرادة»: تنظموا لندعمكم
 
 في هذه الاثناء من المنتظر ان تدخل منصة «كلنا إرادة» بقوة على الخط بعد لقاءات كثيرة عقدت مع الحراكيين.
 
 ومؤدى الدعم سيكون لوجستيا (ماديا) لعمل الحراك على الارض وكانت وجهة نظر المنصة على الدوام مؤداها ان «تنظموا لكي ندعمكن». 
 
 وهو دعم سيكون للماكينات الانتخابية التي على المرشحين تأمين 100 مندوب على اقل تقدير لكل مرشح حتى يكتسب هؤلاء المندوبين مصداقية بولائهم للمرشح وعدم استقطابهم من قبل الآخرين، كما سيكون عبر تظهير للاعلام وحتى تدريب للناشطين وللمندوبين..
 
 وتقوم المنصة في هذه المرحلة باستطلاعات للرأي ويردد البعض بأنها ستلجأ الى دعم 11 مرشحا يحلّون في المراكز الاولى قبل الآخرين لتقديم الدعم لهم.. 
 
 على ان لائحة رئيسية يُبحث امر تشكيلها مكونة من ركن رئيسي في السلطة هو «تيار المستقبل» الذي لم يعرف مدى حجم تراجعه، وسيتحالف في ظل علاقة مليئة بالاشكاليات منذ زمن، مع «الجماعة الإسلامية» التي نشطت في شكل غير مباشر في الحراك الشعبي. 
 
 والشعار شبيه بحلف ثنائي «حزب الله» وحركة «امل» في دوائرهما: وحدة الطائفة. لكن الحريري لم يحسم موقفه كاملا حتى اللحظة خشية اعتراض إماراتي على حلفه مع أحد فروع «الإخوان المسلمون» أي الجماعة. 
 كما ان القطب الطرابلسي النائب فيصل كرامي يسير على خطى تشكيل لائحة وهو قد لا يخرج عن تحالفاته التقليدية ويتردد انه سيكون الى جانب النائب جهاد الصمد و«جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية».