مرشح؟ إتصل بنا
تعليق الحريري يعلّق الاقتراع عند أهالي البقاع... وتضامن أكثر من قبل!

تعليق الحريري يعلّق الاقتراع عند أهالي البقاع... وتضامن أكثر من قبل!

كتبت راما الجراح في لبنان الكبير:

أعلن الرئيس سعد رفيق الحريري موقفه، وعزف عن خوض الإنتخابات النيابية المقبلة وعلّق عمله السياسي متمنياً على عائلته "المستقبلية" إتخاذ القرار عينه. خطوة جديدة على الساحة اللبنانية يمكنها أن تغير خريطة الطريق وتُنذر بمفاجآت في أسماء المرشحين، وآلية التحالفات، وحتى بنتائج الإنتخابات، ومن جهة أخرى لا شيء يمنع بعد الآن من سيطرة المشروع الإيراني على لبنان لملء الفراغ الذي سيتركه غياب الحريري.

خطوة تحمل في معناها رسالة للبنان وتعكس عمق الأزمة التي يتخبط فيها بين الداخل والخارج، ورُبما جاءت نتيجة تخاذل أصدقائه معه، لكن المحسوم حتى الآن أننا مقبلون على أيام سلبية، فلو كان هناك بصيص امل في آخر الطريق لما تركنا الرئيس الحريري معلقين بحبال الهواء، وكان قد ذكر في مقدمة كلامه أن لا إيجابية لهذا البلد تلوح في الأفق.

الرؤية ضبابية حتى اللحظة، ورأى عدد من المراقبين أننا أمام إحتمالين، الأول أن الفراغ يمكن أن يحل مكانه المشروع الإيراني في حال لم يكن هناك بدائل، لأن الانكفاء يمكن أن يطال الزعامات السنية الأربع من الحريري إلى سلام والسنيورة ثم ميقاتي، وهذا الإحتمال حمل في طياته أسئلة عن الميثاقية في الانتخابات غبّ الطلب لمحاولة تأجيل الإنتخابات، الخيار الذي ترغب فيه أغلب مكونات السلطة الحالية. أما الإحتمال الثاني، أنه لن يكون هناك فراغ، والبديل موجود دائماً طالما الخصوم والحلفاء سيتنافسون في كل الدوائر الانتخابية على كسب أكبر عدد من المقاعد من خلال تأمين حاصل انتخابي، كما يمكن أن نرى عددا أكبر من رموز انتفاضة 17 تشرين في حال سمح "حزب الله" في ذلك.

في البقاع الغربي والاوسط، كثرت الشائعات سابقاً عن التراجع الكبير في القاعدة الشعبية للرئيس الحريري، لكن كل الظروف التي مررنا بها ومواقف الأخير فيها كشفت المستور، وبيّنت مدى قناعة الغالبية في هذه المنطقة بالمواقف والتضحية التي قام بها الحريري في سبيل قيام بلد من تحت الركام.

وفيما يخص الملف الانتخابي وتأثير قرار الرئيس الحريري في الأهالي في محافظة البقاع الغربي، تواصل "لبنان الكبير" مع عدد من المواطنين المتواجدين بين دوائر البقاع الغربي والاوسط والشمالي، وكان هناك شبه إجماع على مقاطعة الإنتخابات، وقال أحدهم: "كنا نتوقع أن يرشح الرئيس الحريري لوائح للمستقبل في كل المناطق وأن يعزف بشخصه عن الإنتخابات، توهمنا أن العزوف هو انتخابي وليس سياسيا، لكن بعدما اتخذ قراره هذا، نحن أيضاً اتخذنا قرارنا بعدم الخروج للاقتراع، "وما نضحك على بعض"، لا وجود للوائح المستقبل يعني مجلس نيابي من لون واحد ولسنا مضطرين أن نكون من الناس الذين أوصلوا نوابا تحت راية كُتل يترأسها أمراء حرب".

واعتبر رئيس بلدية مجدل عنجر سعيد ياسين أن "خطوة الرئيس الحريري كانت صادمة حتى لجمهوره الذي لم يكن يتوقع أن يكون إنكفاء كامل عن السياسة في لبنان، لكنني أقول أن ما قبل تعليقه لعمله السياسي ليس كما بعده، والأيام المقبلة ستحمل المآسي للبنان واللبنانيين، وما من شك أن الحريري أيقن أنه حتى إن حصل على أكبر كتلة نيابية فلن يستطيع تغيير شيء لذلك عزف انتخابيا وسياسيا، ولكل المعارضين لسياسته جميعنا اليوم ننتظر الخطوات التي سيقومون بها في سبيل إنقاذ هذا البلد وماذا يستطيعون أن يفعلوا وكيف سيجنبون لبنان الخطر!".

وأكد ياسين أن "القرار الذي اتخذه الحريري نابع من رجال أكد للجميع أن همه الاول البلد والاخير الكرسي والمناصب، على عكس الآخرين، فمنذ بداية ١٧ تشرين وعند كل استحقاق وصلنا له كان أكبر منه وكان يرفض أي تسوية، ونقول الأيام كفيلة بكشف الآلية الإنتخابية التي سيحددها الناس أنفسهم هذه المرة، لا شيء معروف ومفهوم حتى الآن ولا يسعنا سوى الإنتظار".

من ناحية أخرى، اعتبر أحد أصحاب العمائم في البقاع أن "خطوة الحريري تمهد الطريق اليوم لوصول أخيه بهاء الحريري إلى السلطة لكونه أيضا إبن رفيق الحريري، ولا يضمر أي أذى أو ضرر لأهل السنة، بل على العكس يبدو أنه صارم أكثر من سعد وتهمه مصلحة طائفته قبل اي شيء آخر وهذا هو المطلوب اليوم حيث أن كل حزب وتيار يرى مصلحته الخاصة الا تيار المستقبل كان ينظر لنفسه ولغيره وهذا ما أوصلنا إلى ما نحن عليه اليوم".