مرشح؟ إتصل بنا

"انتفض" بطرابلس: ائتلاف قوى التغيير لملء "الفراغ" السنّي!

كتبت جنى الدهيبي في المدن:

بدأت دائرة الشمال الثانية، تشهد حراكًا انتخابيًا، بعد الصدمة وحال الفراغ التي تركها تعليق زعيم تيار المستقبل سعد الحريري عمله السياسي. والحراك يأتي "ضمن مسعى تكريس الاعتدال واستعادة الزخم، وعدم ترك المجال لمحاولات الاستثمار الطائفي والسياسي والأمني في طرابلس، بسيناريوهات التطرف والإرهاب"، وفق العازمين على خوض الانتخابات في الساحة السنّية شمالًا.

قوى التغيير والثورة
وبعد مخاضٍ عسير، تمكنت القوى المدنية والمعارضة المنبثقة عن حراك 17 تشرين الأول 2019، من أن تصوغ ائتلافاً يضم 7 مجموعات، في معقل المناطق السنية الشمالية، وهي تستعد غدًا السبت 26 شباط للانطلاق رسميًا، تحت شعار "انتفض"، وتُعرِّف عنه بـ"ائتلاف قوى التغيير في دائرة الشمال الثانية"، التي تضم طرابلس والمنية والضنية.

وحسب المعطيات، يضم هذا الائتلاف بعض المجموعات التي برزت شمالًا أثناء انتفاضة 17 تشرين، وهي: الشمال ينتفض، اتحاد ثوار الشمال، قبضة ثوار تشرين، نقابيون أحرار، الحراك المدني، الحراك الشعبي في المنية، ثوار الضنية.

أما أبرز الأسماء التي يضمها الائتلاف، فهي: رامي فنج، مهى مقدم، نعمة محفوض، هند الصوفي، هيثم سلطان، واثق المقدم، مصطفى العويك، أمين الحريري، سلاف الحج، أحمد حلواني ومحمد أسوم.

وحتى الآن، يبدو أن الائتلاف مجتمعًا، حسب معلومات "المدن"، ويسعى للاتفاق مع منصتي "كلنا إرادة" و"نحو وطن"، للحصول على تمويل يقتصر على الجانب التقني من الانتخابات وتشغيل ماكيناتها.

وفي حديثه إلى "المدن"، يشير الناشط السياسي والمحامي مصطفى العويك، وهو من مجموعة "الشمال ينتفض"، إلى أن انطلاق الائتلاف يرتكز على مبدأين أساسيين: الدعوة إلى حصرية السلاح بيد المؤسسات الأمنية الرسمية، ومحاربة الفساد، ومحاسبة من أوصل البلاد لهذا الدرك.

مقاربة الساحة السنية
ويعتبر العويك أن الائتلاف معني مباشرة بالساحة السنية، "انطلاقًا من الاهتمام بالساحة الوطنية العامة". ولا ينكر أن عزوف تيار المستقبل ترك تداعيات كبيرة على الساحة السنية، "لكننا نحن موجودون سواء ببقائه أو انسحابه. والحديث عن فراغ مطلق ليس واقعيًا، لأن هذه الطائفة متجددة وبلغت سن الرشد السياسي، وتحديدًا بعد 17 تشرين، وقادرة على تحديد خياراتها السياسية". وقال "إن تيار المستقبل في السنوات الماضية، لم يقارب قضايا الطائفة السنية بعمق وجدية، رغم أنه أكبر ممثليها، وهو أحد المسؤولين عن ما يصيبها".

ولفت العويك إلى أن الائتلاف يتعاطى بأهمية بالغة مع ما يصفه محاولات استعادة دور سلبي لطرابلس، كصندوق بريد أمني، عبر إحياء سيناريو داعش والخلايا المتطرفة، مذكرًا بالاستثمار السياسي الكبير لمعارك جبل محسن وباب التبانة.

وأمام هذه المستجدات، يدعو الائتلاف، حسب العويك، أبناء دائرة الشمال الثانية إلى المشاركة في الانتخابات بكثافة، لبلورة خيارات سياسية جديدة. أما ما طرحه رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة، فـ"هو غير مرتبط بنا مباشرة، ولم يتواصل معنا، كما أننا لسنا على ارتباط مباشر بأي من القوى السنية التقليدية".

وأوضح أن مجموعات الائتلاف "تسعى لمخاطبة الناس بضرورة المشاركة في الانتخابات، واستعادة دور الطائفة المسلوب سياسيًا ووطنيًا وسياديًا".

أهداف الائتلاف
وفي ورقته التعريفية يشير ائتلاف "انتفض" إلى أنه يسعى لبناء دولة ملتزمة تطبيق الدستور اللبناني واتفاق الطائف والقرارات الدولية، لتحقق الإصلاح السياسي والقضائي والصحي والبيئي، وفرض حصر السلاح بيد الجيش.

وأبرز أهدافه:
- تفعيل الحضور السياسي لمدينة طرابلس والشمال للعب دور فعال باتخاذ القرارات الوطنية. 
- العمل على استعادة طرابلس لدورها الريادي، كعاصمة ثانية للبنان، ومركز الثقل الاقتصادي والسياسي والثقافي للأقضية الشمال .
- السعي في إقرار مشاريع تطوير المرفأ وتشغيله وفق طاقاته العالية.
- السعي في اقرار قوانين مشروع المنطقة الاقتصادية وخط سكة الحديد الذي يربط لبنان بعمقه العربي وبأوروبا.
- السعي في تفعيل الحياة الثقافية والاجتماعية وإعادة إحياء المدينة القديمة والتراثية. 
- التصدي للصراعات المشبوهة المفتعلة في المدينة، ودعوة الأجهزة الأمنية للقيام بكامل واجباتها على مستوى ضبط الأمن والاستقرار والنظام. 
- التعهد بمواجهة المنظومة التي تعيث فسادًا في كل أجهزة ومكونات الدولة اللبنانية. 
- السعي لإلغاء نظام المحاصصة الذي هو أصل الفساد، ومحاولة الانتهاء من بدعة الديمقراطية التوافقية التي تتعارض مع النظام البرلماني الأكثري، وإقامة دولة المواطنة التي تساوي بين جميع المواطنين.

إذًا، وفيما لم تشهد طرابلس تحركات جدية انتخابية للقوى السياسية التقليدية، إذ إن معظمها معتكفة عن إظهار أي خطوات انتخابية، بدأ المجتمع المدني والقوى المعارضة تحركاتهم. في حين يتمحور السؤال حول قدراتهم وإمكاناتهم لتسجيل خروقات في دائرة طائفية تواجه مصيرًا ضبابيًا، بات برأي كثيرين يهدد دورها والتوازنات الطائفية والسياسية في لبنان.