مرشح؟ إتصل بنا

"الكتلة الوطنية" المتجددة تعلن مرشحيها

كتب وليد حسين في المدن:

منذ إطلاق ورشتها الداخلية في العام 2018، وضخ الدم الجديد في عروق حزبها، الذي كاد يختفي من الحياة السياسية، منذ اندلاع الحرب الأهلية، مدت "الكتلة الوطنية" يدها لجميع قوى المعارضة، بمن فيهم أعداء الأمس. 

في صفوف المعارضة
ربما تعيش "الكتلة" هاجس استعادة دورها السياسي الذي طبع الحياة السياسية في مرحلة ما قبل الحرب الأهلية، رغم استحالة الأمر وعدم سير عقارب الزمن إلى الوراء. لكن "الكتلة" حجزت دوراً أساسياً في صفوف المعارضة ولعبت دوراً وسطياً في ظل خلافات مجموعات تشرين، وصولاً إلى اتخاذ موقف متشدد، حتى لو غير معلن، من مجموعات عدة تعرقل أي أمل لتوحيد صفوف المعارضة لخوض الانتخابات النيابية المقبلة بلوائح موحدة، والاستفادة من اللحظة التاريخية التي برزت طلائعها بعد انتفاضة 17 تشرين، والانهيار المالي والاقتصادي غير المسبوقين. 

أكلت الأحزاب المسيحية وخصوصاً التيار الوطني الحر من صحن "الكتلة" بعدما تشتت العائلات الكتلوية بين الأحزاب وانضوى الأبناء والأحفاد فيها. ولعل الانتخابات المقبلة تشكل فرصة لـ"الكتلة" لإعادة وصل ما انقطع مع تلك "العائلات الكتلوية" في محاولة لاستقطابها إلى مشروعها السياسي، الذي أطلقته في ورشة التجديد قبيل نحو ستة أشهر من انتفاضة 17 تشرين.

توسيع النشاط
وها هي "الكتلة" تطلق حملتها للانتخابات النيابيّة المقبلة، اليوم السبت في 19 شباط لإعلان برنامجها ومرشحيها الأربعة الحاليين وهم كميل موراني في طرابلس وجيستال سمعان في الشمال الثالثة ووجدي تابت في كسروان وميشال الحلو في بعبدا، على أن تتبعها ترشيحات أخرى في مناطق أخرى مثل جبيل وزحلة وبيروت.  

خضعت الكتلة لورشة إصلاح وتجديد وانخرطت في صفوف مجموعات تشرين والانتفاضة وأعادت صلاتها في دول الاغتراب وخصوصاً في أوروبا، لما لصوت المغترب من دور أساسي في الانتخابات المقبلة. وبالموازاة راحت تبحث عن العائلات الكتلوية في لبنان لإشراكهم في الاستحقاق المقبل، معولة على صوتهم العقابي. 

ولدعم مجموعات المعارضة وسعت "الكتلة" نشاطها وافتتحت مراكز لها في زحلة والنبطية وبيروت وطرابلس وفي مناطق أخرى، وضعتها بتصرف مجموعات المعارضة لتكون مساحة للتلاقي والتعاون، للفوز بالانتخابات المقبلة.  

غياب الدور
قبل إطلاق ورشة التجديد، التي تزامنت مع انتفاضة 17 تشرين، كانت "الكتلة" شبه غائبة عن الحياة السياسية. في العام 2005، انضوت الكتلة في صفوف 14 آذار خلال انتفاضة الاستقلال، لكنها كانت غير مرئية على طاولة "الأقوياء". لتعود وتخرج من تحالف 14 آذار بعد اتفاق الدوحة. ونأت بنفسها عن الانقسام العامودي في البلد. وعندما تسأل المدير السياسي وعضو اللجنة التنفيذية ناجي أبو خليل عن سبب غياب "الكتلة" عن الحياة السياسية، قبل ورشة العام 2018، يعاجلك بالنفي أن ليس "الكتلة" من كان غائباً، بل إن السياسة كانت مغيبة في لبنان بين العام 2009 والعام 2018، لصالح انقسامات بين القوى المتصارعة أوصلت البلد إلى ما نحن عليه من انهيار غير مسبوق.

اختبار الانتخابات
لذا، ستخوض "الكتلة" تجربتها الانتخابية وسط تحدي إعادة لم شمل عائلاتها من ناحية وتوحيد صفوف المعارضة من ناحية ثانية. أما برنامجها وخطابها السياسي الذي تتوجه به إلى اللبنانيين والناخبين، استطراداً، فيختصره أبو خليل بأنه يقوم على ركائز ثلاث: السيادة وتطبيق الدستور والاقتصاد الحر. ويشرح أن السيادة لا تقتصر على موضوع حصر السلاح بيد الشرعية بل تشمل سيادة الدولة على مرافقها ووقف ممارسات الأحزاب وتبعيتها للدول الخارجية، الذي يعتبر خرقاً للسيادة مثله مثل السلاح. أما تطبيق الدستور فليس مجرد شعار، بل يجب الانتقال إلى الدولة المدنية، التي تؤمن حماية للطوائف من ناحية لكن حماية لحقوق الأفراد من ناحية ثانية. لتصبح علاقة الفرد مع الدولة وليس عبر الطائفة. وحرص "الكتلة" على الاقتصاد الحر الذي يتميز به لبنان، لا يمكن أن يقوم بلا عدالة اجتماعية واسعة النطاق وأخذ الدولة دوراً كبير وتدخلاً لتأمين العدالة.

الانتخابات المقبلة ستكون بمثابة اختبار أول للكتلة، بعد ورشتها الداخلية ودخول جيل شاب جديد ومتنوع اجتماعياً وطائفيا وسياسياً. ففي انتخابات العام 2018 لم تشارك الكتلة بالاستحقاق وكانت العائلات الكتلوية مشتتة بين الأحزاب السياسية. وستثبت الانتخابات مدى نجاح أو اخفاق القيادة الجديدة في استقطاب تلك "العائلات" والناخب اللبناني بشكل عام.