مرشح؟ إتصل بنا
الشوف-عاليه: وهّاب أو حمادة؟

الشوف-عاليه: وهّاب أو حمادة؟

كتبت ملاك عقيل في أساس ميديا:

تكتسب المعارك الانتخابية في دائرة الشوف-عاليه الطابع "الوجودي" لكلّ من التيار الوطني الحرّ والقوات اللبنانية ووليد جنبلاط وسُنّة الإقليم وحلفاء حزب الله، وأيضاً "يتامى" الحريريّة، تحت سقف ثلاثة محاور انتخابية:

- تحالف الحزب التقدمي الإشتراكي - القوات اللبنانية.

- تحالف التيار الوطني الحر-طلال أرسلان-وئام وهاب-حزب الله-الحزب القومي.

- محور المجتمع المدني وقوى التغيير المرجّح أن يُترجم بأكثر من لائحة، فيما يقدّر خبراء انتخابيون أنّ تأثيرهم في الاستحقاق المقبل سيكون ملحوظاً، وقد يسجّلون خرقاً في حال "عصروا" المرشّحين على لائحة واحدة. 

لم يَخرج وليد جنبلاط بعد من نكبة خروج سعد الحريري من المعادلة السياسية والانتخابية، وإن أوحى بغير ذلك. أمّا نكبته الكبرى فهي تغيير حزب الله للمرّة الأولى استراتيجيته "الاستيعابية" حيال "وليد بيك" وتركيزه على دعم حلفائه في المناطق وتفادي "السقطات". والثمن قد يكون كبيراً. وئام وهّاب ربّما سيصبح نائباً عن الشوف، ومروان حمادة إلى صفوف نادي قدامى النواب، وعلي الحاج في الإقليم... مشروع نائب! 

تقول أوساط حزب الله لـ "أساس": "نتمنّى أن نربح معركة وئام وهاب في الشوف. المسألة ليست لها علاقة بالموقف من وليد و"توتّره" الدائم، لأنّ سياستنا هي "حلفاؤنا في السياسة هم حلفاؤنا في الانتخابات". نعلم جيّداً الحِلف الذي يجمع الرئيس نبيه برّي بجنبلاط، لذلك قد تتشتّت الأصوات الشيعية في معركة دعم وهّاب. وسنخوض المعركة مع التيار وطلال أرسلان والسُنّة المحسوبين علينا في الإقليم، إضافة إلى حلفائنا الدروز، خصوصاً القوميين". 

يبلغ عدد الناخبين الشيعة في دائرة الشوف-عاليه نحو تسعة آلاف صوت، يقترع منهم بالعادة خمسة آلاف، ويمون حزب الله على أربعة آلاف منهم. أمّا بلوك السُنّة المؤيّد للحزب فيبلغ نحو ثلاثة آلاف صوت. 

"كابوس" قد يتمدّد إلى بيروت الثانية والبقاع الغربي في ظلّ "اختفاء" التنظيم الحزبي لتيار المستقبل واحتمال تدنّي نسبة الإقبال السنّيّ على الانتخابات إلى حدود قياسية، وهي ثغرة سيحاول فريق الممانعة الاستفادة منها بشكل كبير.

يجد جنبلاط نفسه أمام حليف واحد هو القوات اللبنانية مع مهمّة شاقّة لإبقاء بلوك الصوت السنّيّ، الفاقد لمرجعيّته السياسية، داعماً للائحة الـ"بيك" في ظلّ توتّر العلاقات بين قواعد تيار المستقبل والقوات الذي سينعكس سلباً على مهمّة جذب الصوت السنّيّ الموالي لسعد الحريري.

 نقطة خلافيّة

تشمل ترشيحات التحالف الاشتراكي-القوّاتي في الدائرة حتى الآن عن الموارنة نائب القوات جورج عدوان وحبّوبة عون التي يطرحها جنبلاط، ودعمها يأتي على حساب مقعد نعمة طعمة (الكاثوليكي) الذي أبلغ جنبلاط عدم رغبته بالترشّح. غطّاس خوري ملتزم بقرار سعد الحريري عدم الترشّح، وناجي البستاني غادر اللائحة. ويُرصَد العمل على نواة لائحة قريبة من مناخ القوات بهدف "تشليح" عدوان أصواتاً وإضعافه.

يترشّح عن المقاعد الدرزيّة الثلاثة في الشوف تيمور جنبلاط ومروان حمادة، وفي عاليه أكرم شهيّب، وعن المقعد السنّيّ بلال عبدالله، فيما يستعدّ نائب تيار المستقبل محمد الحجار لإعلان ترشُّحه، الذي دونه شروط الاستقالة من تيار المستقبل.

ستشهد الدائرة تبادلاً للمقاعد المسيحية بين جعجع وجنبلاط. فمقابل تخلّي معراب عن ترشيح أنيس نصار (أرثوذكسي-عاليه) يطلب جنبلاط ترشيح سامر خلف (أرثوذكسي-عاليه)، لكنّ الأمر لم يُحسَم بعد. 

تطرح معراب في المقابل ترشيح منسّق القوات في عاليه إميل مكرزل (ماروني)، فيما يُزكّي رجل الأعمال أنطون الصحناوي "الطاحش" بترشيحاته في المناطق خيار راجي السعد عن المقعد الماروني في عاليه. وهي نقطة خلافية لا تزال قائمة بين القوات والاشتراكي. 

وبغية عدم استفزاز الناخبين السُنّة يضغط جنبلاط من أجل أن تتبنّى القوات مرشّحين معتدلين غير حزبيين. يَنسحب الأمر نفسه مثلاً على منطقة البقاع الغربي حيث يقترح جنبلاط أن تسمّي القوات مرشّحاً مستقلّاً يُسهِّل التحالف مع النائب محمد القرعاوي، بهدف عدم استفزاز القاعدة السنّيّة المؤيّدة للحريري.

تحالف محور الممانعة

أمّا تحالف محور الممانعة والتيار الوطني الحر الذي حصد أربعة مقاعد عام 2018 من أصل 13 فلا يزال في طور تركيب اللائحة أو اللوائح. 

المؤكّد أنّ حزب الله يخوض "حتى العظم" معركتيْ طلال إرسلان، الذي كان جنبلاط يترك له مقعداً شاغراً على لائحته، ومعركة وئام وهّاب الذي نال في الانتخابات الماضية 12,796 صوتاً تفضيلياً في مقابل 7,356 لمروان حمادة.

من جهته، يتخبّط التيار الوطني بالترشيحات البرتقالية. يخوض هذه المرّة "معركة كاثوليكية" في الشوف عبر صبّ الأصوات التفضيلية لمصلحة ابن بطمة غسان عطالله، خصوصاً بعد انسحاب نعمة طعمة من السباق (تتردّد معلومات عن احتمال ترشّح نجله يوسف). وكان استبعاد جبران باسيل لماريو عون قد خلق إشكالية مع نائب الدامور، فيما ترشيح سيزار أبي خليل ثابت في عاليه. 

وفيما تردّد بأنّ باسيل متمسّك بالنائب فريد البستاني على لائحة التيار، ووهّاب يتبنّى ترشيح الوزير السابق ناجي البستاني الذي كان في عداد لائحة وليد جنبلاط عام 2018 ونال 5,245 صوتاً تفضيلياً، فإنّ مطّلعين يقولون إنّ ناجي البستاني يشكّل رافعة للائحة التيار وعلى هذا الأساس سيُحسم ترشيحه. ومن ضمن التكتيك الانتخابي قد يُشكّل وئام وهّاب لائحته الخاصة بالتنسيق مع حزب الله وطلال أرسلان.

بالأرقام

يُذكر أنّ في دائرة جبل لبنان الرابعة 13 مقعداً موزّعة كالآتي: في الشوف 3 موارنة،  درزيّان، سُنّيّان، وكاثوليكي واحد، وفي عاليه مارونيّان، درزيّان، وأرثوذكسي واحد. والحاصل الانتخابي 13,126 صوتاً. 

عدد الناخبين وفق القوائم الأخيرة 346,451 ناخباً يتوزّعون كالآتي:

دروز 141,045. 

موارنة 91,665.

سُنّة 66,654. 

 كاثوليك 17,450.

في الانتخابات الماضية نالت لائحة تحالف القوات والاشتراكي والمستقبل وناجي السبتاني 98,967 صوتاً وفازت بتسعة مقاعد.

لائحة تحالف أرسلان والتيار وحزب الله والحزب القومي وعلي الحاج نالت 39,027 صوتاً وفازت بأربعة مقاعد. أمّا لائحة وئام وهّاب وزاهر الخطيب فنالت 12,796 صوتاً. 

وشُكِّلت ثلاث لوائح محسوبة على المعارضة والمجتمع المدني نالت أكثر من 17 ألف صوت، ويمكن أن يؤدّي توحّدها في الانتخابات المقبلة إلى حصولها على حاصل انتخابي ونصف.

وبحسب خبير انتخابي تُقدّر القوة الانتخابية للاشتراكي بـ58 ألف صوت، والتيار 22,500 صوت، والقوات 18 ألف صوت، والمستقبل 15 ألف صوت، وبعد انسحاب الحريري سيحاول جنبلاط الاستئثار بجزء من هذه القاعدة، لكنّ تحالفه مع القوات يصعّب عليه المهمّة.