مرشح؟ إتصل بنا

"الحزب" في "الأوسط" من دون حلفاء إلا إذا...!

سياسة التكتم التي يعتمدها «حزب الله» حول حراكه الانتخابي والمفترض أنه الحزب الأكثر تجييراً في دائرة زحلة والبقاع الأوسط بعد انكفاء تيار المستقبل عن العمل السياسي، يتبين أنها ليست تكتيكاً منهجياً لنجاح سير العمل. صحيح أن الحزب يقضي عمله بالكتمان، ولكن ربما هو في مأزق سياسي وضع نفسه فيه لفشله في إيجاد حليف «مسيحي» وتحديداً قوة كاثوليكية وازنة وذلك لتماديه في خطابه الاستعلائي والإلغائي ولعدم وفائه بوعده في انتخابات 2018 والتي أدت الى خسارته الوزير السابق نقولا فتوش، بعدما خلّ الحزب بوعده رفد خمسة آلاف صوت تفضيلي لفتوش والتي كانت قادرة أن تؤمن له الفوز اضافة الى عدد الأصوات التي نالها يومذاك وتسببت بخسارته الصوت المسيحي عقاباً على تحالفه.

فـ»قلة الوفاء» هذه تجعل الحزب اليوم وحيداً عاجزاً عن تقديم مبررات حتى لحلفائه الرافضين التعامل معه انتخابياً من دون اتفاقية خطية، وذلك بحسب ما أكدته مصادر «فتوشية» لـ «نداء الوطن» أن المفاوضات مع الحزب تركّزت على أن يكون أي اتفاق بمثابة تعهد خطي مبرم وأي خلل في هذا الاتفاق يتم عرضه أمام الرأي العام، وتابعت المصادر أن الاتصالات مستمرة وترجح ألّا تصل الى نتيجة لعدم نية الحزب في تجيير 5 آلاف صوت شيعي الى حليفه، وهذا ما يعفيه من خوض معركة شرسة بوجه حزب القوات اللبنانية على صوتها التفضيلي للمقعد الكاثوليكي، انما يركز معركته فقط في الداخل الشيعي لمنع أي صوت اعتراضي وإقفال أي بيت سياسي يحاول الظهور في البيئة الشيعية.

وأعرب ناشطون لـ»نداء الوطن» عن مضايقات، وتهديدات لبعض المرشحين من التحرك داخل القرى الشيعية مع ارتفاع صوت التخوين لكل مرشح، ما أعاد الى الذاكرة مشاهد منع مندوبي اللوائح المغايرة لـ»الثنائي» من التحرك داخل القرى ذات الغالبية الشيعية، خاصة لوائح القوات والمستقبل، هذا ما سبب تراجعاً في عدد المرشحين المستقلين عن المقعد الشيعي ليصل العدد فقط الى اثنين لكل منهما حيثيته الضيعوية والعائلية، فراس أبو حمدان وعلي سويدان.

وتشير مصادر مقربة من الحزب أن نائب أمينه العام الشيخ نعيم قاسم المكلف بملف الانتخابات النيابية استعرض فكرة أن يلتزم الحزب بدعم حلفائه على المقعدين الكاثوليكي والماروني، بهدف تثبيت ثقتهم فيه، وأن يتم ترشيح النائب جميل السيد عن المقعد الشيعي في الأوسط في ظل غياب تيار المستقبل عن الساحة الانتخابية ما يخفف عنه ضغط المواجهة، وذلك بعدما فشل نائب الحزب أنور جمعة في مواكبة معاناة الناس ومطالبهم الحياتية وغاب كلياً عن الخدمات والحضور الاجتماعي.

ورداً على سؤال عما اذا تواصل الحزب مع النائب ميشال ضاهر  ورئيسة الكتلة الشعبية ميريام سكاف كونهما أبرز المرشحين المستقلين عن المقعدين الكاثوليكيين، أوضح المصدر المقرب من «حزب الله»، أنه لا تواصل مع ضاهر لكونه منذ أكثر من خمسة أشهر أعلن جهاراً أنه لن يتحالف مع الحزب ولا مع التيار الوطني الحر، وأي تواصل يكون هباءً منثوراً، عدا عن أنه أول من أعلن عن تشكيل نواة لائحة ضمت المرشح عن المقعد الشيعي فراس ابو حمدان، والماروني بول شربل والارثوذكسي يوسف المعلوف. وفي السياق نفسه أعربت مصادر لـ»نداء الوطن» أن الاتصال مع السيدة سكاف بخصوص الانتخابات النيابية قطع لأنها حسمت موقفها من موضوع التحالف مع الحزب ومع التيار الوطني الحر. ولا امكانية للالتقاء بلائحة واحدة، انما بدأت مروحتها والعمل على تشكيل لائحة بالتحالف مع مجموعة زحلة تنتفض، عبر مرشحها عيد عازار.

ولوحظ اتساع حضور حركة «سوا للبنان» في البقاع المدعومة من رجل الأعمال بهاء رفيق الحريري لتغرف من الصحن المستقبلي المنكفئ عن خوض المعركة الانتخابية، وأشارت مصادر الى أن الحركة بصدد تشكيل لائحة في الأوسط مكتملة بالتحالف مع مستقلين وقوى تغييرية.

وفي الموازاة تكشف مصادر «برتقالية» لـ»نداء الوطن» أن «حزب الله» تمنى على قيادة التيار الوطني الحر  أن ترشح شخصية كاثوليكية بدلاً عن النائب سليم عون ليتسنى للحزب دعمه للمنازلة ضد القوات، وغير ذلك ليسوا بصدد التضحية واعطاء عون أصواتهم الا أن التيار بإصرار من رئيس الجمهورية ميشال عون استمر بترشيح سليم عون قافزا فوق انتقادات القيادة في البقاع وفوق خلافاتها الداخلية حول ترشيح الأخير باعتباره أفضل الموجود لدى التيار في زحلة.