مرشح؟ إتصل بنا
الحريريون حائرون وباسيل يضحي بأسود بجزين لصالح أبو زيد

الحريريون حائرون وباسيل يضحي بأسود بجزين لصالح أبو زيد

كتب وليد حسين في المدن:

بعزوف الرئيس سعد الحريري عن الحياة السياسية، وصولاً إلى قراره بعدم مشاركة أي حزبي بالعملية الانتخابية لا ترشيحاً لا ودعماً أو ترويجاً لأي مرشح، تصبح مدينة صيدا محرقة للأصوات، المستفيد الأول منها حزب الله والتيار العوني. فعدم مشاركة المستقبل بفاعلية يخفض تأثير الصوت السني لصالح الصوت الشيعي والمسيحي في جزين. 

هل تترشح الحريري؟
لكن لعدم ترك صيدا "لقمة سائغة" لحزب الله والتيار العوني، تنشط مجموعة من الشخصيات "الحريرية" من غير المنتمين إلى تيار المستقبل لخوض الانتخابات. وهم يضغطون على النائبة بهية الحريري كي تكون مرشحة أهالي صيدا من خارج تيار المستقبل. وتمنوا عليها أن تضغط على الرئيس الحريري كي يعيد حساباته. لكن الأخير ما زال على موقفه.

لذا تعتبر هذه الشخصيات أن النائبة الحريري هي مرشحة صيدا، وذلك حتى 14 آذار، أي موعد إقفال باب الترشيح في وزارة الداخلية. وفي حال لم تترشح تمضي هذه الشخصيات بمرشحين لعدم ترك هذا الاستحقاق.

وتحركت هذه الشخصيات لترشيح صيداويين من المحسوبين على الراحل رفيق الحريري، وعلى رأسهم المهندس يوسف النقيب، مدير عام أوجيه السابق، أيام رفيق الحريري، فضلاً عن أنه من الشخصيات السياسة الصيداوية الأساسية وفي صلب الماكنة الانتخابية للنائب بهية الحريري.

التواصل مع القوات
وتتواصل هذه الشخصيات مع المرشحة غادة أيوب أبو فاضل، التي دعمتها القوات اللبنانية في جزين عن المقعد الكاثوليكي. وثمة اعتقاد أنه رغم غياب تيار المستقبل عن الانتخابات في صيدا، تستطيع هذه اللائحة حصد ما لا يقل عن عشرة آلاف صوت في صيدا، وأكثر من خمسة آلاف صوت في جزين تؤمن لها كسر أصوات للحصول على مقعدين. هذا من دون احتساب الأصوات التي تستطيع القوات حصدها في مدينة جزين التي يرفض أهاليها تمثيل القضاء بنواب من خارج مدينتهم. وقد ترشح القوات شخصاً من آل أسمر، وهي من العائلات الكبرى في جزين. 

تحالف العوني والثنائي الشيعي
لكن في حال عزوف جمهور المستقبل عن التصويت، تصبح صيدا محرقة للأصوات تستفيد منها لائحة التيار العوني والثنائي الشيعي. فبعد استبعاد النائب زياد أسود من معادلة رئيس التيار جبران باسيل، لصالح ترشيح النائب السابق أمل أبو زيد، باتت الطريق معبدة لتشكيل لائحة تضم إلى أبو زيد النائب إبراهيم عازار، الذي يستفيد من تجيير الصوت الشيعي للائحة في جزين. أما المرشح السني لهذه اللائحة فقد يكون شخصية صيداوية من آل البزري، تستفيد من الأصوات الشيعية في صيدا أيضاً، وتكون مجرد رافعة لجزين. ما يمكّن هذه اللائحة من الحصول على مقعدين مضمونين (أبو زيد وعازار)، وفائض قليل بالأصوات.

آخر أوراق أسود
تضع هذه اللائحة حداً لطموحات النائب زياد أسود، الذي قرر لعب آخر أوراقه في صراعه مع باسيل من خلال عزمه على الترشح. لكن مصادر مطلعة تؤكد أن أسود فقد سطوته في جزين المدينة ولم تعد لديه القدرة كما في السابق. فماكنته الانتخابية هي ماكينة "التيار" وانتزعت منه مفاتيح انتخابية أساسية في جزين.

وتوقعت المصادر ألا يذهب أسود بعيداً في اعتراضه، أي لن يقدم على تقديم استقالته من التيار كما فعل النائب حكمت ديب في بعبدا. أما انتقاداته لتحالف "التيار" مع حركة أمل، فهي مجرد مضيعة للوقت، لأنه يدرك أن باسيل يعيد حساباته في هذه الدائرة.

ورغم إدراكه الجيد أنه إذا لم يكرس نيابته في الانتخابات المقبلة، ستصبح النيابة بعيدة المنال طوال حياته، صراعه من أجل البقاء لن يتخطى حدود تسجيل الموقف. فالإيحاء الذي يقوم به اليوم لا يعدو كونه تسجل موقف كي يقبض ثمنه في مكان آخر، لأنه غير قادر على تشكيل لائحة، طالما ليس من رافعة لها في صيدا. فقد خبر أسود طعم السلطة وهو داخل "التيار"، ويعرف مرارة الجلوس خارجه. وبالتالي لا يريد أن ينتهي به المطاف مثل المعارضين الذين خرجوا من "التيار"، كما قالت المصادر.

ترشح أسود لن يشكل خطراً على أبو زيد، لأن أصوات الأخير من خارج مدينة جزين، ومقعده مضمون في تحالفه مع عازار والثنائي الشيعي. والعكس صحيح، أي ترشح أسود وعدم نجاحه، يؤديان إلى حرق أصوات جزينية قد تستفيد منها قوى أخرى غير "التيار".

باسيل يخطط لما بعد الجنرال
مصادر أخرى لفتت إلى أن تضحية باسيل بأسود، ليس لأنه يريد أموال أمل أبو زيد وعلاقاته الداخلية والخارجية فحسب، بل لتقليم أظافر أسود تمهيدا لمرحلة ما بعد "رحيل الجنرال عون". فأسود يعلم بكل مخططات باسيل باستبعاد القيادات العونية الواحد تلو الآخر، وأن الدور سيصل إليه، لكنه جارى باسيل ظناً منه أنه سيفرض نفسه بقوة إمساك الشارع. ووصل إلى الاستحقاق المحتم وبات خارج المعادلة.

وأضافت المصادر، أن أسود مثله مثل النواب آلان عون وابرهيم كنعان وسيمون أبي رميا، يعلمون أن باسيل يخطط لمرحلة ما بعد الجنرال، التي تقتضي التخلص من القياديين الواحد تلو الآخر، ويلعبون معه اللعبة بالمقلوب منذ سنوات. أي ينتظرون رحيل عون للقضاء عليه واستعادة التيار. لكن ها هو يقضي عليهم الواحد تلو الآخر. ومشكلتهم أنهم يعرفون النتيجة مسبقاً، لكنهم ماضون إلى حتفهم في انتظار متغيرات جديدة لن تحصل.